كانت اليونان تسعى في القرن التاسع عشر من أجل الاستقلال عن الهيمنة العثمانية على أراضيها، و قاتلت للحصول عليه على الصعيد الديني و الثقافي، لقد انتفض أهل اليونان على الحكم العثماني و تمكنوا من إحراز استقلالهم في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، و في هذا الوقت ظهرت عدة أعلام تنتمي للحركة الثورية باليونان.
ظهرت شعارات تحمل الألوان السوداء و البيضاء، كما حملت شعارات أخرى بعض الرموز المحلية المتعارف عليها و القديسين إلى جانب اللون الأزرق و اللافتات الداعية للتمرد.
رمزيات و دلالات علم اليونان:
لقد اعتُمد علم اليونان رسميًا في شهر مارس من عام 1822 بالألوان الزرقاء التي تتماشى مع بعضها في أشرطة أفقية بينما تقطعها الأشرطة البيضاء، و إلى أعلى اليسار نجد الصليب المتعارف عليه في كافة أعلام أوروبا، لقد صمم العلم بهذه الألوان ليشير إلى الحرية التي سعى نحوها أهل اليونان حتى تمكنوا من الظفر بها، و تعطي رمزية عن تقديم الأرواح فداء لها، و هي تعبر عن الموت كما هو دارج بالنسبة لشعب اليونان، و أما الصليب فهو يمثل الديانة المسيحية الأورثوذوكسية.
هناك بعض المزاعم الأخرى حول العلم، و هي القائلة بأن العلم مكون من 4 ألوان بيضاء، و 5 ألوان سماوية، و ذلك في إشارة إلى إلهات الإلهام التسعة، و التي تعني صيحات الاستقلال، و هي بالأحرى تعبر عن السماء وما فيها من سحب بيضاء ناصعة، و أمواج البحر المتوالية أسفلهم، و ألوان الأبيض و الأزرق هي الوان تقليدية تستخدم بشكل عام في ديكورات البيوت و الملابس.
قيمة العلم اليوناني و امتداده التاريخي:
و التي تتمثل في القول بأن ألوانه الزرقاء و البيضاء تشير إلى “حكمة الله و حرية البلاد”، فهو شعار ذا دلالة دينية و قومية يعبر عن الاستقلال و الروح الإيمانية، تم استخدام الألوان السماوية و البيضاء في عام 1833 على يد البافاريين الذين حكموا اليونان حتى عام 1862، و حين أتى المجلس العسكري و تولى حكم اليونان في الفترة بين عامي 1967 و 1974 تحول اللون السماوي في العلم إلى اللون الأزرق الغامق، و هو يختلف بذلك عن علم اليونان الحالي سماوي اللون الذي تم اعتماده في يوم 22 ديسمبر من عام 1987.